lundi 24 février 2014

حفل تكريم الشاعر والقاص الفنان محمد فري


جمعية الأفق التربوي بمكناس تحتفي بالشاعر والقاص الفنان محمد فري وذلك في اطار الاحتفاء بالسرد المغربي وتحديدا بالقصة القصيرة وذلك يوم 22 فبراير 2014 بالمركز الثقافي ميشيل جوبير وبتنسيق مع جمعية منتدى مكناس للثقافة والتنمية على الساعة الرابعة بعد الزوال
 محمد فري بكل بساطة، من أسرة متواضعة أو متوسطة، يصعب التصنيف والأمر سيان، وأخشى ألا يكون في بيان السيرة ما يميز أو يثير، لذا سيكون من باب الحديث العادي إذا أشرت إلى الدراسة الأولية والثانوية ثم الجامعية، وبعدها مزاولة العمل إلى حدود تقاعد اختياري ربما أتاح لي بعض الوقت لمزاولة هوايات أتفرغ لمتابعتها أو مزاولتها تجاوزا لفراغ غير مرغوب فيه، لهذا قد يحدث أن أجد وقتا للكتابة أو الرسم أو سماع موسيقى ضرورية لملء فراغ روحي أحيانا ...
يصعب علي أن أتحدث عن الدوافع لأن الكتابة ميل يعايشنا خلال مراحل حياتنا منذ البداية، لذا وجدت نفسي أشد ميلا إلى كل ما هو فني منذ الصغر، هكذا أغرتني الصور والرسوم المختلفة منذ فترة بعيدة، فقلدتها ونسجت على منوالها، ثم شدت انتباهي كتابات تتراوح بين الشعر والقصة والرواية، فوجدت فيها متعة لا تضاهى، وأذكر بدايات تعرفي على قصص وروايات إحسان عبد القدوس واكتشافي لأسلوبه السردي المتميز، وبعده محمد عبد الحليم عبد الله ثم عبده حقي لأصل في مرحلة لاحقة إلى اكتشاف نجيب محفوظ وإلى أول عمل له أتعرف عليه من خلاله وهو " همس الجنون "، وأذكر كيف شدني السرد وهو يتدرج من خلال متابعة السارد في اكتشاف التحولات الطارئة على تفكيره ورؤيته للأشياء ليتحول إلى نشاز مقارنة مع المفاهيم العامة السائدة وينعت بالجنون، أذكر أيضا الدواوين الأولى التي تركت بصمة عميقة في نفسي فأشير إلى ديوان أبي القاسم الشابي " أغاني الحياة " الذي أكاد أجزم أنني حفظت جل نصوصه تقريبا في سن مبكرة، ومن خلاله تعرفت على الإيقاع الشعري بما في ذلك " لحن المتقارب " الذي ميز الشابي، كذلك أشير إلى دواوين نزار قباني وأولها " حبيبتي " وفيه توقفت طويلا عند قصيدته " خبز وحشيش وقمر "، وأذكر أنني نسخت الديـوان و " رسمته " لأحتفظ بنسخة منه بعد أن كانت صعوبات معينة تمنعني من اقتناء الكثير من المطبوعات، ولابد أن أشير أيضا إلى التأثير العميق الذي تركته في نفسي دواوين إيليا أبي ماضي لإعجابي الشديد بقصائده، وأتحدث هنا طبعا عن مرحلة التلمذة لتأتي مراحل أخرى أتعرف فيها على كتابات مختلفة لم تتركني محايدا، هل كنت رومانسيا في بداياتي التي تركت آثارها في نفسي؟ ربما، ولكن ليس بالمفهوم الساذج للرومانسية، ولعل هذه الإرهاصات كلها كانت حوافز قبلية لولوج عالم الكتابة دون إغفال حوافز فطرية لابد من وجودها بالقوة من قبل ..
أتصور أو أتخيل هذا المقهى الثقافي " النموذجي " مرافقا لوعي ثقافي نموذجي، ولن يتحقق هذا النوع من الوعي إلا بتنمية شاملة مستدامة، فالثقافة انعكاس لما هو سائد على جميع المستويات، ولا يمكن فصلها عن المرافق المختلفة التي تُكون المجتمع .. إذ المقهى الثقافي النموذجي، انعكاس لمجتمع راق نموذجي.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire